كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



الثانية: القياس، وهي طريقة سيبويه لتقوية القول بالجر، وقد تقدم قوله قريبا (1) فقد قاسه على نزع رب، ونزع اللام من لفظ الجلالة في نحو: لاه أبوك، والجامع بينهما كثرة الاستعمال، فلما كثر استعمال حرف الجر مع أن وأن، نزع وبقي عمله كما نزعت رب واللام " فحرف الجر وإن لم يذكر فكأنه موجود في الحكم" (2).
وأغرب الحلواني (3) حين اعتمد الحكم بالسماع والقياس على نزع الخافض فارقا في الحكم على محل المخفوض، فما كان نزع حرف الجر فيه سماعيا فالوجه النصب، وما كان نزع حرف الجر فيه قياسيا فالوجه فيه الجر، وبنى على ذلك حكمه على محل أن وأن وهو الجر لأنه من القسم القياسي.
وحسنا فعل سيبويه حينما مثل بمثالين ينتمي أحدهما إلى باب النزع السماعي وهو لاه أبوك والآخر إلى باب النزع القياسي وهو وبلد، وكلاهما نزع منه حرف الجر وبقي عمله الجر في الاسم بعده، فكان ينبغي- على طريقة الحلواني- افتراقهما في الإعراب لافتراقهما في حكم السماع والقياس، دعك مما تقرر في المبحثين السابقين من مواضع قياسية نزع فيها حرف الجر وانتصب الاسم، وهي على طريقة الحلواني ينبغي جرها، ومواضع أخرى سماعية نزع فيها حرف الجر وبقي الاسم مجرورا، وهي على طريقة الحلواني ينبغي نصبها.
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: كتاب سيبويه: 3 /126- 128، وهذا البحث: 233.
(2) النكت في تفسير كتاب سيبويه: 2 /769.
(3) ينظر الواضح في النحو: 352- 353.